2011-05-23

المماليك

هل هناك دولة في مصر ؟؟ حقا ؟؟؟ هل يمكنك القول او الادعاء بهذا الآن ؟ بالطبع لا

إذن دعني اصدمك و أخبرك بعدمية وجود الدولة لا الآن ولا قبل ذلك

ستقول و ما الجديد ؟؟ نعم و ما الجديد

لا جديد يا صديقي الحقيقة ان مصر فقدت صفة الدولة منذ انتقى اللورد كرومر الأعيان و الأحساب و الإقطاعيين صانعا منهم جسما أخطبوطيا و شبكة علاقات متشعبة جاعلا اياهم كبراء بالباطل مضيعا الدولة التي شيدها محمد علي باشا قبل ذلك ب 100 عام مستبدلا الدولة بنظام إجتماعي طبقي صارم و قاسي و طاحن يستخدم كل مقدرات الأمة لحماية مصالحه التي هي بالطبع مصالح قشرية لمصالح أكثر عمقا و أبعد أثرا و أكثر إضرار بمصالح الأمة قدتعتقد و معك الكثير من المشاركين بأحداث يناير 2011 أن الشرطة كانت هي النظام و لكن الحقيقة أن هذا النظام مع تزايد السكان حصن نفسه بأكثر من طبقة و نحن لم نكسر إلا طبقة واحدة فقط و هي في طريقها للعودة مرة أخرى كأن شيئا لم يكن

فواصل تاريخية

*حين قامت الثورة العسكرية في يوليو 1952 فإنها لم تقض على الإقطاع و لم تفتت هيمنة رؤوس الأموال و لم توجهها لصالح الدولة و لم تحرك المدخرات و تبنت مبدأ رأسمالية الدولة أي أنه لم يحصل أي تغيير حقيقي على قمة الهرم الاقتصادي و كذلك الحال بعد يناير 2011 لماذا ؟؟؟؟ لأن العسكر يحمون النظام و ما قامت ثورة 1952 إلا بإيعاز من بعض أجنحة النظام - اللي هو زي ما اتفقنا عائلات الاقطاعيين و غيرهم- و كان الثمن واضحا و هو عزلة العسكر عن المجتمع بلا حساب و فوق القانون مقايضة على حساب الوطن لمصلحة النظام الحقيقي و ينتفع منه الانتهازيون

*اسأل نفسك سؤال واحد : لم تم قمع احداث يناير 1977 و يناير 2011 فقط دون غيرها و كانت هناك هذه الشراسة من النظام و الدولة في مقاومتها و التصدي لها بشتى الوسائل و بكل ما أوتيت من قوة ؟؟ ببساطة لأنها إرادة شعبية تهدد المصالح المترابطة للنظام حقا و يجب قمعها بلا هوادة و إلا انهار النظام فعليا

* النظام ذكي للغاية فهو جسم متناسق و متسق جدا في كل فترة يقدم قربانا للشعب كزكاة و قربان كي يحافظ على وحدة كيانه و لا يتورع ان يقطع أطرافه البالية ملقيا بها لمناوئيه باغيا إلهائهم على أن يبقا جسده مصونا يربي قضورا جديدة يرميها مستقبلا كحطب للنيران إن هي اشتدت عليه على ان يعيد الكرة كلما اتقضى الأمر

*يمكنك الرجوع الى المكتسبات الوهمية لثورتي 1952 و 2011

نحن نحتاج أن نرتفع بسقف طموحاتنا الى ما هو أبعد من الغنيمة الضئيلة البالية التي ألقاها لنا

باختصار شديد جدا الآن مصر قد آلت إلى ما كانت عليه قبل محمد علي باشا هي مجموعة ضيعات متباعدة قائمة على القهر و الجباية وعلى شكل أقرب منه للريفية الإنسانية من الحضرية الإنسانية و هي مهيأة الآن للتوحد و لكن لنذكر جيدا أن الدولة ما قامت إلا بعد ذبح المماليك الذين كانوا شوكة فتية في ظهر الدولة الجديدة و إن تركوا لما قامت لهذه الدولة قائمة فلنذبح مماليك النظام أولا يسقط النظام بين أيدينا و تطيب لنا مصر و إلا فليهنأ المماليك بمصر و عبيدهم و منبطحيهم و لاعقي أحذيتهم و ليتقارعوا نخوبهم في كئوس ملؤها دمائنا

1 comment:

Bella said...

حمد الله على السلامة

انتظر تدوينتي غدا ان شاء الله

Labels